دكتور أمجد هزاع
الوقاية خير من العلاج ، كما قالت الأمثال القديمة ومما لا شك فيه أن سرطان البروستاتا من الحالات التي تعاني بصورة كبيرة أثناء العلاج ولذا سنقدم فيما يلي تغذية للوقاية من سرطان البروستاتا
أهم النصائح التغذوية للوقاية من سرطان البروستاتا
- 1- ارفع نسبة الاعتماد على الأغذية النباتية والحبوب الكاملة: تظهر العديد من الدراسات أن النظام الغذائي الغني بالمنتجات النباتية والحبوب الكاملة يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا
- 2- إذا كنت تعاني السمنةَ أو زيادة الوزن، افقد الوزن وتحرك! تزيد السمنة والخمول خطرَ مقاومة الأنسولين؛ إذ يعتقد الباحثون أن مقاومة الأنسولين أو الهرمونات الأخرى في الدم التي ترتفع مع مقاومة الأنسولين قد تزيد خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان أو تتسبب في نمو تلك السرطانات نموًّا أسرع. فسرطان البروستاتا هو أحد هذه السرطانات، إلى جانب سرطان الثدي والمبيض والقولون والكلى.
- 3- تجنب الأطعمة المصنعة وخاصة اللحوم المصنعة: تظهر الأبحاث أن تناول الأطعمة المصنعة يزيد خطرَ الوفاة بسبب سرطان البروستاتا على نحوٍ أكبر من أي عامل آخر. إذ تُعد اللحوم المصنعة عمومًا بديلًا سيئًا للحوم المحضرة منزليًّا لمحتواهم العالي من النترات والمواد الكيميائية المضافة الأخرى.
- 4- الدهون المشبعة والدهون المتحولة: تشير عديد من الدراسات إلى أن هناك علاقة إيجابية بين تناول الدهون المشبعة Saturated fat في اللحوم ومنتجات الألبان وسرطان البروستاتا. من جهة أخرى، فمن المعروف أن الأحماض الدهنية المتحولة Trans fat تسبب تصلب الشرايين و أمراض القلب، وقد تسبب خللًا في النظم الهرمونية التي تنظم الشفاء وتؤدي إلى تكوين أغشية معيبة وتشجع على تطور السرطان .
- ما يجب فعله هو الحد من استخدام الدهون المهدرجة في منتجات المارجرين والأطعمة المقلية والأطعمة المصنعة التي تحتوي نسبةً عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة الضارة، وابتعد عن أي منتج يحتوي زيوتًا “مهدرجة Hydrogenated” أو “مهدرجة جزئيا Partially-Hydrogenated”
- 5- أوميجا 6 وأوميجا 3: قد تحفز أحماض أوميجا 6 الدهنية، وهي حمض اللينوليك Linoleic acid الذي يمكن تحويله إلى حمض الأراشيدونيك Arachidonic acid نمو خلايا سرطان البروستاتا، وتتوفر هذه الأحماض الدهنية في زيت الذرة وزيت القرطم وزيت عباد الشمس وزيت بذرة القطن وزيت فول الصويا والزيوت المتعددة غير المشبعة الأخرى؛ لذا من الجيد استبدال زيت الزيتون بزيت الطهي الحالي، لكن تذكر أن تستخدمه باعتدال، وعلى النقيض تمامًا قد تقلل أحماض أوميجا 3 الدهنية مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا وتطور السرطان. الرجال الذين يتناولون الأسماك ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا، وخاصة سرطان البروستاتا النقيلي فكان التأثير أكبر .
- 6- تناول مزيد من الأطعمة التي تحتوي على الليكوبين: تشير الدراسات إلى أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الليكوبين Lycopene قد تساعد على الوقاية من سرطان البروستاتا، لكن هذا لم ينطبق على تناول الليكوبين بوصفه مكملًا، ولم يظهر أي فائدة، ويتوفر الليكوبين في منتجات الطماطم، وكلما زاد نضج الطماطم زاد تركيزها. لذلك يعد معجون الطماطم وصلصة الطماطم مصادر ممتازة، كذلك فهو متوفر بكميات أقل في الأطعمة الأخرى مثل البطيخ والشمام.
- 7- قلل استهلاك السكريات البسيطة: تجنب الحلويات مثل الحلوى والبسكويت والكعك والفطائر وقلل تناولَ المنتجات المصنوعة من الدقيق المكرر.
- 8- اختر مشروباتك بعناية: حاول تجنب المشروبات المحلاة بالسكر (مثل المشروبات الغازية والعصائر والمشروبات الرياضية والشاي الحلو). مع زيادة استهلاك الشاي الأخضر
- 9- لا تقلق بشأن المكملات: لا يبدو أن المكملات الغذائية تساعد على الوقاية من سرطان البروستاتا، لذلك من المرجح أن يرى الرجال فائدة أكبر من خلال اتباع نظام غذائي صحي. لكن وفقًا للأبحاث الحالية، إذا شُخِّص سرطان البروستاتا وتُلُقي العلاج الهرموني، فقد تكون هناك بعض الفوائد لمكملات الكالسيوم أو فيتامين D. مع ذلك، فإن الحصول على هذه العناصر الغذائية من الطعام هو الخيار الأفضل .
انقاص الوزن والبروستاتا
وفي النهاية أوصي بإنقاص الوزن (إذا لزم الأمر) : فزيادة الوزن والسمنة الشائعة في منطقةِ البطن تحديداً ترتبط بخطرِ الإصابة بسرطان البروستاتا وتناول كوبين ونصف من الخضراوات وكوبَين من الفاكهةِ يومياً، ويُنصحُ باختيارِ الفواكه والخضروات الداكنةِ كالسبانخ، والتوت والتي تحتوي على مستوياتٍ أعلى من الكاروتينوئيدات وغيرها والتي من شأنها أن تُعزز الصحة ، والابتعادُ عن الدهونِ المشبعة واعتماد المصادر الصحية للدهون غير المشبعةِ كزيتِ الزيتون، وزيتِ الكانولا، والأفوكادو، والسمك، وممارسةُ الرياضة، إذ أشارَت إحدى الدراسات إلى أن ممارسةَ الرجالِ المصابين للرياضةِ لأكثرَ من 3 ساعاتٍ أسبوعياً قد خفّضت خطر الوفاة بسبب هذا المرض بنسبةِ 61%، ويُنصحُ دائماً بممارسة التمارين الرياضية متوسطةِ الشدّة لمدّةِ 30 دقيقةً خمسَ مرات أسبوعياً على الأقل.
أبحاث: تناول الأطعمة المقلية أكثر من مرة أسبوعياً يزيد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا
يرتبطُ التناولُ المنتظمُ والمتكرّرُ للبطاطا المقليةِ والدجاجِ المقليّ والدونات Doughnuts بزيادةِ خطرِ الإصابةِ بسرطانِ البروستاتا Prostate cancer، ويظهر هذا التأثير بشكل أكثرَ قوّةً مع الحالاتِ الشديدةِ من المرض، وذلك وفقاً لدراسةٍ أجراها الباحثون في مركزِ فريد هاتشينسون لأبحاثِ السّرطان Fred Hutchinson Cancer Research Center وتمّ نشرُها عامَ 2013 في مجلةِ The Prostate. وفيما أظهرَ عددٌ من الدراساتِ السابقةِ أن خطرَ الإصابةِ بسرطان البروستاتا يرتفعُ مع تناولِ الأطعمةِ المطهوّةِ بدرجاتِ حرارةٍ عاليةٍ (كاللّحمِ المشويّ)، إلّا أنّ هذهِ الدراسةَ هي الأولى من نوعِها في بحثِ التأثيرِ الإضافيّ للقلي على هذهِ المعادلة. وقد ضمّت الدراسةُ ما يُقارب 1500 رجلاً مُشخّصاً بسرطانِ البروستاتا وعدداً مشابهاً من الرجالِ الأصحاءِ والذين تراوحَت أعمارُهم بين الـ 35 و74.
أبحاث : فاكهة القشطة Cherimoya والسرطان
وتشير العديد من الأدلة إلى أن الإجهاد التأكسدي (Oxidative stress) ، أي انخفاض تركيز الأوكسجين، يؤدي إلى تطور الظروف المناسبة لإصابة بعدد من الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب، حيث أن مضادات الأكسدة الموجودة في المكونات الغذائية الفعالة حيويًا (Bioactive) تمتلك تأثيرًا منظمًا لتكاثر الخلايا والسمية الخلوية. يمكن أن يُسهم الاستهلاك المنتظم لثمار القشطة في رفع القدرة المضادة للأكسدة عند الإنسان وذلك لاحتوائها على مضادات أكسدة قوية مثل “Asimicin” و “Bullatacin”، واللتين قد تساعدان في منع تطور وتقدم أمراض القلب والأوعية الدموية، والحد من السرطان وغيرها من الأمراض. أما الدراسات المعملية فقد أظهرت أن مستخلص فاكهة القشطة يمكن أن يقتل بعض أنواع الخلايا السرطانية المعزولة من الكبد والثدي، والتي تُعتبر مقاومة لبعض أدوية العلاج الكيميائي.
مضادات الأكسدة والوقاية من السرطان
هي المواد التي تحمي الجسم من الآثار الضارة للجذور الحرة (التي تنتج عن عمليات كيميائية طبيعية يقوم بها الجسم) هذه الجذور الحرة تقوم بمهاجمة الخلايا السليمة مما يؤدي إلى تغيير الحمض النووي وبالتالي نمو الأورام.
ولاتزال الأبحاث والدراسات قائمة لمعرفة دور مضادات الأكسدة في خفض خطر الإصابة بالسرطان.
أنواع مضادات الأكسدة :
- فيتامين C (حمض الأسكوربيك): وفقاً للمعهد الوطني للسرطان فإنه يؤمن حماية ضد سرطان تجويف الفم والمعدة والمري ويقلل خطر الإصابة بسرطان المستقيم والبنكرياس وعنق الرحم ، ويمنع سرطان الرئة والثدي. وفقا” لجمعية السكري الأمريكية ووزارة الزراعة الأمريكية الأطعمة التي تحوي فيتامين C وتعد مصادر غنية به هي : البرتقال ، الفلفل الخضراء، الفريز ، البروكلي ، البابايا .وقد تمت زيادة الكمية الموصى بها من فيتامين C حسب RDA إلى 75 ملجم للنساء و90 ملجم للرجال في اليوم الواحد.
- بيتاكاروتين: أو فيتامين A : وفقا” لجمعية السرطان الأمريكية فإنه قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان من خلال تفعيل كريات الدم البيضاء في الجهاز المناعي التي تعمل على إعاقة عمل الجذور الحرة في تدمير خلاياها (خلايا الدم البيضاء) إلا أن تناوله كمكمل غذائي قد يسبب سرطان الرئة عند الأشخاص المؤهلين للإصابة كالمدخنين. الحد الأعلى الآمن من فيتامين A وليس بيتا كاروتين هو 15ملجم. أما الأغذية الغنية بيتاكاروتين فهي كثيرة نذكر منها الجزر، القرع، الملفوف ،البطاطا الحلوة، السبانخ.
- فيتامين E: يساعد على بناء خلايا الدم، وهو مضاد للسموم. الكميةالموصى بها هي 15 ملجم والحد الأعلى منه للكبار 1000ملجم في اليوم ومن مصادره: بذور وزيت عباد الشمس ،اللوز ، البندق، الفول السوداني، نخالة الحبوب ،خبز القمح الكامل
- أحماض Omega3: معظم الأبحاث تدرس تأثير أحماض الأوميجا3 على تأخير أو الحد من تطور ورم الثدي أو البروستاتا وبما أن الجسم غير قادر على إنتاج هذه الأحماض فيجب أن نحصل عليها من مصادرها الطبيعية أو من المكملات الغذائية. من مصادر Omega3 : المأكولات البحرية مثل السلمون، الماكريل، السردين، الرنجة، سمك الهلبوت، التونة (3-4 حصص أسبوعياً). بالإضافة إلى زيت بذر الكتان ،فول الصويا.
دراسة : مضادات الأكسدة قد تسرع النشاط السرطاني:
على الرغم من الضجّة العالمية حول مضادات الأكسدة وعن كونها أمل البشريّة بإطالة عمر الأفراد، فقد يكون لها وجه آخر. لقد وجدت دراسة أجريت مؤخراً أن إثنين من مضادات الأكسدة الشائعة، وهما فيتامين E ومركب يسمى N-acetylcysteine (NAC)، يسرعان نمو سرطان الرئة بدلا من إيقافه.
والتفسير العلمي لكيفية نشاط السرطان مع مضادات الأكسدة: عندما يشعر الجسم بحدوث ضرر لل DNA، فانه يطلق بروتينا يسمى البروتين 53 او P53 اختصاراً، وهو ما يعرف باسماء مثل مضاد الورم الخلوي او قامع الورم أو حارس الجينوم، وهو الدفاع الطبيعي ضد الأورام، بينما تقوم مضادات الأكسدة بمنع تضرر DNA، فإنها تمنع الجسم من استشعار الضرر وبالتالي لا يتم اطلاق P53. وهكذا تقوم مضادات الأكسدة بحماية الورم بدلاً من إيقافه.
وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية فإنه يجب تجنب مكملات الأوميجا3 في الحالات التالية:
- تناول أدوية مضادة للتخثر أو أسبرين فإن الأوميجا3 قد تزيد من خطر النزيف المفرط .
- عند المرضى ذوي كوليسترول الدم المرتفع لأن مكملات أوميجا3 ترفع كوليسترول الدم .
- في حالة الحمل أو الرضاعة الطبيعية ،( يجب على المرأة أن تستشير الطبيب قبل تناول أي مكمل لأوميجا3 أو أي مكمل غذائي أخر).
خلاصة الرأي في مضادات الأكسدة
خلاصة الأراء حول مضادات الأكسدة: يميل الباحثون الآن للاعتقاد بأن مضادات الأكسدة مفيدة للوقاية من الاصابة بالسرطان، ولكنها مضرة إذا كان الشخص قد أصيب بالمرض بالفعل، لذلك فإنهم يوصون بإيقاف إعطاء مضادات الأكسدة لمرضى السرطان أو الأشخاص المدخنين مثلاً.
الطب التكاملي في علاج
بالاضافة الى أهمية التغذية العلاجية يستخدم الطب التكاملي العديد من الوسائل والتطبيقات العلاجية الهامة والتي تؤدي الى نسب علاج مرتفعة في هذه الحالات :
ومنها :
- العلاج بسم النحل في حالات
- العلاج بالحجامة في
- العلاج بالابر الصينية في حالات
ربما تود القراءة عن :
- تغذية مرضى الفيبروميالجيا (الألم الليفي العضلي)
- تغذية مرضى القلب والأوعية الدموية
- تغذية حالات ارتفاع ضغط الدم
- تغذية حالات الزهايمر
- تغذية مرضى الروماتويد المفصلي
- تغذية مرضى الربو
- تغذية حالات حموضة المعدة
- تغذية مرضى الذئبة الحمراء
- تغذية مرضى الصدفية المفصلية
المراجع
- كتاب الطب التكاملي المبني على الدليل في التغذية العلاجية والوقائية من الأمراض – دكتور أمجد هزاع