دكتور أمجد هزاع
شيب الشعر المبكر (Premature Hair Graying – PHG) من الحالات المنتشرة على مستوى العالم وفيما يلي نقدم حلولا لهذه المشكلة في مقالنا عن التغذية العلاجية و شيب الشعر المبكر
كيف يحدث الشيب؟
يتسم شيب الشعر بحالتين رئيسيتين هما: انخفاض وظيفة الخلايا الصباغية (المعروفة بالشيب) وتراجع إنتاج الشعر. أما بالنسبة للشيب المبكر (Premature Hair Graying – PHG)، فلا يوجد حتى الآن تعريف دقيق له، ولكن بعض الدراسات تعتبره الحالة التي يتحول فيها نصف الشعر إلى اللون الرمادي قبل سن الخمسين. في حين أن دراسات أخرى تحدد الشيب المبكر بتحول معظم الشعر أو كله إلى اللون الرمادي قبل سن الأربعين. أحيانًا يرتبط هذا التعريف بالعمر والعرق دون الإشارة إلى نسبة الشعر الرمادي؛ حيث يُعد الشيب المبكر إذا حدث قبل سن العشرين لدى العرق القوقازي، وقبل سن الخامسة والعشرين لدى الآسيويين، وقبل سن الثلاثين لدى الأفارقة.
الميلانين وشيب الشعر
تحتوي بصيلات الشعر على خلايا صباغية مسؤولة عن إنتاج الميلانين، وهي المادة التي تعطي الشعر لونه. ومع تقدم العمر، تبدأ هذه الخلايا في التدهور، مما يؤدي إلى نمو شعيرات جديدة تفتقر إلى هذه الأصباغ، وبالتالي تصبح بلون أفتح يشمل درجات من الرمادي، الأبيض، أو الفضي. وإذا توقفت البصيلة عن إنتاج الميلانين بشكل كامل، فإنها لن تنتج شعيرات ملونة مرة أخرى. يختلف لون الشعر بناءً على كمية الميلانين البني (المسمى بالميلانين المسوَّد) والفيميلانين (الميلانين البني المحمر) ونسبتهما.
عوامل صحية وتغذوية قد تؤدي إلى الشيب المبكر:
- التدخين : يعتمد لون الشعر بشكل أساسي على توفر صبغة الميلانين التي تُنتَج بواسطة الخلايا الصباغية. وعلى الرغم من أن آليات تأثير التدخين على لون الشعر غير واضحة تمامًا، فإن بعض الدراسات تشير إلى أن التدخين قد يؤدي إلى توليد كميات كبيرة من أنواع الأوكسجين التفاعلية، مما يزيد من الإجهاد التأكسدي. هذا التأثير قد يؤدي إلى إتلاف الخلايا الصباغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين. تلاحظ هذه الدراسات وجود علاقة واضحة بين التدخين وظهور الشعر الرمادي قبل سن 30 عامًا، حيث تشير إلى أن هناك احتمالية أكبر لظهور الشيب المبكر في الأشخاص المدخنين.
- نقص فيتامين ب 12 : تعد خلايا بصيلات الشعر خلايا سريعة الانقسام، وتعتمد هذه العملية بشكل كبير على تخليق الحمض النووي الذي يحتاج إلى مستويات كافية من فيتامين ب 12. تسهم مستويات فيتامين ب 12 في استقرار مرحلة النمو الأولية لبصيلات الشعر. كما أظهرت الدراسات أن مستويات فيتامين ب 12 تكون منخفضة لدى الأشخاص الذين يعانون من الشيب المبكر مقارنةً بأشخاص آخرين. من المعروف أن نقص فيتامين ب 12 يضعف عملية تمثيل حمض الفوليك، مما يؤدي إلى نقص في حمض الفوليك ووظائفه.
- نقص فيتامين ب 9 (حمض الفوليك) : ارتبط نقص حمض الفوليك غالبًا بنقص فيتامين ب 12. تشير الدراسات إلى وجود علاقة إيجابية بين مستويات فيتامين ب 12 وحمض الفوليك في الدم، على الرغم من أن هذا التأثير لم يكن واضحًا دائمًا.
- نقص فيتامين ب 7 (البيوتين) : يعد نقص البيوتين أحد الأسباب المحتملة للشيب المبكر. على الرغم من أنه يستخدم أحيانًا كعلاج، لا توجد أدلة قوية تدعمه. أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من الشيب المبكر يكون لديهم مستويات أقل من البيوتين مقارنةً بالأشخاص الأصحاء.
- نقص المعادن : أظهرت الدراسات أن هناك انخفاضًا في مستويات النحاس وفيريتين المصل والكالسيوم في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من الشيب المبكر.
- العوامل البيئية: تؤثر بعض العوامل البيئية مثل المناخ والتعرض للأشعة فوق البنفسجية في ظهور الشيب المبكر.
أغذية تساعد في تأخير الشيب:
- الأغذية الغنية بفيتامين ب12 : تعد الأغذية الحيوانية مصدرًا رئيسيًا لفيتامين ب12 مثل اللحوم، الألبان، البيض، الأسماك، وكبد العجل. كما تحتوي بعض حبوب الإفطار المدعمة على مستويات عالية من هذا الفيتامين.
- الأغذية الغنية بفيتامين ب9 (حمض الفوليك) : تُعد السبانخ، الكبد، الهليون، والقرنبيط من أغنى المصادر بالفولات. كما توجد مستويات عالية من حمض الفوليك في الخضراوات الورقية الخضراء، الفواكه، المكسرات، والمنتجات الحيوانية مثل اللحوم، البيض، والأسماك.
- الأغذية الغنية بفيتامين ب7 (البيوتين) : من المصادر الغنية بالبيوتين كبد العجل، سمك السالمون، البيض، الأفوكادو، البطاطا الحلوة، البذور، والمكسرات.
- الأغذية الغنية بالنحاس : يعد المحار، البحريات القشرية، الكبد والكلى، الخضراوات الورقية الداكنة، والفواكه المجففة مثل البرقوق، والكاكاو من أهم المصادر الغنية بالنحاس.
ربما تود القراءة عن :
- تغذية مرضى الفيبروميالجيا (الألم الليفي العضلي)
- تغذية مرضى القلب والأوعية الدموية
- تغذية حالات ارتفاع ضغط الدم
- تغذية حالات الزهايمر
- تغذية مرضى الروماتويد المفصلي
المراجع
- كتاب الطب التكاملي المبني على الدليل في التغذية العلاجية والوقائية من الأمراض – دكتور أمجد هزاع