دكتور أمجد هزاع

صورة رمزية لموقع الدكتور أمجد هزاع

الحجامة | دكتور أمجد هزاع

العلاج بالحجامة Cupping Therapy يعد من أهم الوسائل الطبية الأكثر استخداما في مجال الطب التكاملي في العالم كله ، وللحجامة تاريخ عظيم يمتد الى القرون الأولى من الزمان ، وهي أحد الوسائل العلاجية في الطب المصري القديم TEM ، وكان المصريون القدماء هم أول من استخدموها ، وقد ظهر ذلك جليا في الرسومات المنقوشة على جدران المعابد المصرية القديمة، ولقد اهتم البحث العلمي بتاريخ الحجامة ونشرت العديد من الأبحاث التي تؤكد عراقة الحجامة في شعوب العالم والحضارات القديمة.

العلاج بالحجامة طب عريق في قواعد طبية جديدة، في الصورة مجموعة كئوس للحجامة على الفقرات الصدرية العنقية لعلاج الام الرقبة وتحمل الكئوس الدم المحتقن والمستخرج من الشعيرات الدموية الدقيقة بالجلد

الحجامة في بردية ابريز المصرية القديمة

ولقد أهداني الأستاذ الدكتور محمود صقر – رئيس أكاديمية البحث العلمي في مصر – الكتاب المترجم للبردية الطبية المصرية العتيقة ( بردية ابريز ) ، والتي سعدت باشارتها الى العلاج بالحجامة في بعض مواضعها، مما يدل على أصالة العلاج بالحجامة وامتداد جذوره الى الحضارة المصرية القديمة، ومن ثم انتقلت من أقدم الحضارات في العالم الى الحضارات الأخرى كالصينية القديمة والاغريقية العتيقة.

صورة لاهداء كتاب بردية ابريز للمصريون القدماء والذي تمت ترجمته الى اللغة الانجليزية بواسطة الدكتور بول غليونجي

الحجامة من الوصايا الطبية لنبي الله

وقد أوصى النبي محمد () على العلاج بالحجامة في أكثر من حديث ورواية، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، قَالَ: الشِّفَاءُ في ثَلَاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وكَيَّةِ نَارٍ، وأَنْهَى أُمَّتي عَنِ الكَيِّ رَفَعَ الحَدِيثَ ورَوَاهُ القُمِّيُّ، عن لَيْثٍ، عن مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: في العَسَلِ والحَجْمِ.

صورة لمريض أثناء جلسة الحجامة لعلاج اضطرابات القلب والضغط

دكتور أمجد هزاع رؤية اكلينيكية متكاملة في الحجامة

والان أيها الدارسون ، والمعلمون ، والمتصفحون ، والمطلعون على علم الحجامة ، بداية أستميحكم عذرا على الإطالة في شرح هذه المادة الموسومة ” بالطب التكاملي في العلاج بالحجامة ” والتي بذلت فيها جهدا مضنيا ستلمسونه من خلال القراءة ، وأنفقت السنين باحثا عن الحقيقة في العلاج بالحجامة لأجمعها من مظانها المختلفة والدقيقة على صعوبة ادراكها ، واختلاف الآراء فيها مستدلا على كل ما ذكرت من قاعدة بالعلم المبني على الدليل Evidence Based Medicine، وقد قمت بعمل رسالة الماجستير في العلاج بالحجامة – بقسم أمراض الجهاز الدوري – بكلية العلاج الطبيعي – جامعة القاهرة، في عام 2020م وقد سطرت نتائج مسيرتي البحثية وكذلك رؤيتي الاكلينيكية في كتاب مخصص وقمت بايداعه دوليا بدار الكتب المصرية ، تلك الرؤية الاكلينكية قد قمت بتسطيرها بين المقالات بكل اخلاص وأمانة ، ولم أعتمد في رؤيتي الاكلينكية للنتائج او الأعراض المصاحبة للحالات على حالات قليلة بل يأتي الحكم مني كباحث في المجال بعد تحليل وامعان للعديد من الحالات ، ثم قمت بوضع قواعد علمية تطبيقية للحجامة، بعدما قمت بعرض كافة الطرق والقواعد وهذبت ما في هذه القواعد من شوائب يقف الدارس عندها متأرجحا بين الشك واليقين ، ولا يدري بأيها يأخذ ، فقدمت له أفضل الآراء وأيسرها ، والراجحة غير المرجوحة ، والمدعمة بأقوال العلماء والباحثين في المشرق والمغرب على ما بينهما من اختلاف حول بعض المسائل التي تحريت في تناولها الدقة مستندا إلى الدقة المتناهية في الترجمة والنقل والتفسير وجمع الدليل .

جلسة الحجامة في عيادة الدكتور أمجد هزاع وفي الصورة ينام المريض في وضعية مخصصة للعلاج بالحجامة مع وضع كئوس لسحب الدم من الشعيرات الدموية بالجلدية بعد عمل تشريط دقيق للجلد – طبقا لقواعد علم الحجامة

الطب التكاملي ليس الحجامة وحدها

وقد يتبادر إلى الذهن من مسمى الطب التكاملي في العلاج بالحجامة ، أن الطب التكاملي يقف عند الحجامة وحدها ، وهذا غير صحيح فالحجامة أحد أركان الطب التكاملي العظيمة والتى تشمل علوما عديدة أهمها العلاج بسم النحل أو منتجات النحل وكذلك تشمل العلاج بالأعشاب الطبية أو العلاج بالتغذية الى غيره من علوم الطب التكاملي ، ولقد قمت بتصنيف محاور للبدأ في هذا العمل وهو موسوعة أو سلسلة الطب التكاملي منوعة ومصنفة تمشيا مع الألفية لأسهل عليه الوصول إلى مبتغاه بأقل وقت ، وأيسر جهد.

كئوس الحجامة على المنطقة القطنية واستخراج الدم المحتقن أو المتبيغ بعد القيام بشرطات سطحية دقيقة

البحث العلمي هو لغة العلوم

وقمت بترجمة الأبحاث العلمية المتعددة حتى يتثنى لنا اثبات المادة بالأدلة العلمية فكما نعلم أنها أصبحت لغة العلوم والبحث العلمي وكذلك لغة التداول العلمي في العالم كله ، كذلك ودللت عليها تدليلا ، عسى الله أن ينفع بهذا العمل أهل الطب من الأطباء والمتخصصين .

مقارنة بين الطب القديم و الحديث !

ولا شك أن الطب العريق الأصيل (الطب التكاملي) Integrative Medicine قد قدم نتائج عظيمة في علاج المرضى، ولكن لا يمكن أن يتم تفسيره بتفسيرات فلسفية أو دينية أو اعتقادية ، ولذلك فان وسائل العلاج في الطب التكاملي تتماشى مع سير العلوم ، وقد جرى العلم على اثبات حقائقها

ويشتمل على كلا النوعين :

  • الطب العلاجي Therapeutic Medicine
  • والطب الوقائي Prophylactic Medicine

وكذلك يشتمل على الدواء الغذائي Therapeutic Nutrition  مثل عسل النحل أو الأعشاب المتعددة مثل الحبة السوداء والسنا والسنوت الخ، كما يشتمل الطب التكاملي على الطب الجراحي Surgical Medicine مثل الحجامة أو الفصد وهو يعمل على اخراج الدم المحتقن من الجسم، ويقدم مباشرة الى الأسباب التي أدت الى المرض أو أحد أسبابها المباشرة أو غير المباشرة ، والذي تنطوي تحته منافع عديدة سواء كانت منافع موضعية أو منافع عامة على الجسم ، وقد يسر الله بهذه العلاجات العتيقة علاج الكثير من الأمراض المستعصية بأزهد التكاليف وأبسط الطرق العلاجية ، حتى أمسى الاهتمام بها كبير جدا لدى الغربيون وأصبح يحظى باهتمام واسع في كافة الأفق العالمية، ويدرس في الكثير من الجامعات الغربية .

الحجامة علم طبي قديم في ثوبه الحديث

أما الطب الحديث :  فلا شك أننا ندين بالفضل للحضارة الغربية الطبية ، فأهم مميزاته أنه طب مبني على الدليل قطعيا بلا شك ، وليس مثل بعض العلوم الطبية الفلسفية لدى الشرقيين ، والتى بنيت على أساس عقائدي ، بل وأن تلك العلوم تحاول اليوم أن تتخذ مسارها الصحيح ، وأن تركب ركب الحضارة الطبية الحديثة ، فلا غنى عن الطب الغربي الحديث في علم التشخيص والتصوير الإشعاعي والعمليات الجراحية ، ولكن يؤخذ عليه المضاعفات الصحية الخطيرة والتي وصلت الي مستويات كبيرة جدا وأن معظم الدواء مقدم الى الأعراض (Symptomatic) لا الأسباب ، وبالنهاية نجد أن أغلب الأمراض مزمنة (Chronic Diseases) ولا يمكن علاجها بشكل قطعي ، وكلما تحصل الانسان على نفع من الدواء مسه من الأضرار والآثار الجانبية ما لا يحتمل ، أما الطب التكاملي فيأتي ليتكامل مع الطب الحديث في صورة علاج تكاملي لا يحمل شيئا من المضاعفات ولا الآثار الجانبية وخاصة مع الممارسة العملية المتخصصة .

هذا وأرجو من القراء أن يطيلوا البال على فهم ما ورد بالمقالات ، وأن تتسع صدورهم ، فهو جهد المقل ، قام بجمعه باحث متخصص في العلاج بالحجامة ، وحسبي أنني اجتهدت في جمع الدليل من مصادره العلمية المثبتة ، وأدعو الله جل في علاه أن ينفع به العالم كله ، وينقي به تلك المادة من روث التدليس الذي أصاب العلاج بالحجامة ، وأن يضع العلاج بالحجامة في مواضعه الصحيحية.

وأدعو الله أن ينفع بهذا العلم كل الناس في العالم بأثره ، وكل الناس في البلاد العربية ، من شرقها الى غربها ، وأن ينفع به مصر الحبيبة على الدوام.

خروج دم الحجامة بكميات تختلف من حالة لأخرى طبقا لدرجة وطبيعة الاحتقان

كتاب العلاج بالحجامة للدكتور أمجد هزاع

” وقد قمت باعداد كتاب لهذا المحتوى حيث تم البدأ في كتابة هذا الكتاب في عام 2006 م ، وقد تم اصدار النسخة الأولى في آخر مارس عام 2014 م ، وتم تحديث النسخة بمادة علمية وبحثية جديدة عام 2023 م طبقا للعلم المبني على الدليل.”

ربما تود أن تقرأ أيضا عن
المراجع :

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من دكتور أمجد هزاع

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

تواصل معنا
Scan the code
مرحبا بك
كيف يمكننا مساعدتك ؟