دكتور أمجد هزاع
سم النحل هو مستحضر بيولوجي يخرج من بطون النحل في صورة سائل أو شراب ، ويؤكد الاستشاري الدكتور أمجد هزاع أن تاريخ العلاج بسم النحل عريق وممتد عبر الحضارات وأن سم النحل عبارة عن مركب بيولوجي له استخدامات طبية وعلاجية متعددة ، يتكون من مجموعة من الانزيمات والببتيدات والفوسفوليبيدات والأمينات النشطة وتشكل مادة الميليتين القدر الغالب على مركب سم النحل ، وقد قامت الكثير من الأبحاث العلمية على مركب سم النحل والميليتين والفوسفوليبيزA2 والفوسفوليبيز B والأبامين والأدولابين ، وعبرت الأبحاث العلمية والأوراق المنشورة دوليا عن عظيم فوائده ومواده الفعالة التى جاوزت العشرين ، فأوصت باستخدامه كمضاد للالتهاب خاصة التهابات المفاصل ،وتنشيط الجهاز العصبي المركزي والطرفي، وكمضاد للادمان ،ومنشط للقلب والأوعية الدموية ،وضابط قوي للمناعة ،ومضاد بكتيري وفيروسي وفطري،وكمنشط للمرارة ومضاد للحمى ومضاد للاشعة السينية ، وزيادة الخصوبة ، وتحفيز الغدد الصماء ، وزيادة معدل التمثيل الغذائي ،ومضاد للتجلط ، وكواقي لخلايا الكبد ، وأوصت الأبحاث باستخدامه في اضطرابات المناعة الذاتية كالروماتويد المفصلي والتصلب اللويحي المتعدد والذئبة الحمراء ، كذلك هو علاج لكثير من السرطانات مثل سرطان الرئة وسرطان المبايض وسرطان العنق وسرطان البروستاتا ، وكذلك هو علاج فعال لحالات الروماتيزم المختلفة كخشونة مفصل الركبة والكتف المتجمدة وآلام أسفل الظهر وآلام العنق، كذلك يستخدم سم النحل في علاج مشكلات المناعة وحالات نقص المناعة المكتسبة لتثبيط فيروس الايدز المدمر HIV-1
مكونات سم النحل الأساسية :
ان المكون الرئيسي لسم النحل هو المليتين الذي قد تصل نسبة وجوده في ببتيدات السم إلى 52% والأبامين الذي يزيد من إنتاج الكورتيزول في الغدة الكظرية والأدولابين يكون ما نسبته 2-5% من ببتيدات السم، وفسفوليباز A2 ، يصل إلى 12-10% من ببتيد السم، وفسفوليباز A2 ينشط حمض الأراكيدونيك الذي يتم استقلابه في دورة سيكلواوكسيجيناز لتشكيل البروستاجلاندينات، وهيالورونيداز الذي يساهم بنسبة 3-1% من ببتيد السم، والدوبامين والنورادرينالين والذي يساهم بنسبة 2-1% من ببتيد السم، ومثبطات البروتياز بنسبة 2% من ببتيد السم والترتيابين .
اقرأ أيضا عن :
مكونات وتركيب سم النحل وخصائصه البيولوجية
تطورات التركيزات العلاجية:
وقد تطورت التركيزات العلاجية لسم النحل لتناسب طبيعة الجسم والحالة المرضية، وامكانية تخفيف التركيز العلاجي عن التركيز النحلى أو زيادته أضعافا عن التركيز النحلي، فقد كانت ملاحظات الاستشاري الدكتور أمجد هزاع الاكلينيكية بين أعوام 2005م – 2012 م أنه مع استخدام العلاج بسم النحل لفترات طويلة يعتاد الجسم على التركيز النحلي Millitin 3-5% ويصبح قليل الفائدة ويستلزم بالضرورة رفع معدلات التركيزات العلاجية لتتغلب على خاصية التكيف Tolerance ويصبح العلاج أكثر تأثيرا ، فقمت بتطوير التركيزات العلاجية لسم النحل لتتغلب على خاصية التكيف ، وتحقق التفاعلات الموضعية بصورة مستمرة ، وبالتالي تصبح أكثر تأثيرا وتتناسب مع الطبيعة الفسيولوجية للجسم .Multi-Bee Venom Concentrations
وتشير كل الشواهد والملاحظات الى فعالية سم النحل العلاجية في كل الثقافات بين الدول الآسيوية والغربية وقد قامت منظمات ومجتمعات دولية وعالمية منها أمريكية وفرنسية وايطالية وأرجنتينية وألمانية وروسية وغيرها تتبنى العلاج بسم النحل مثل American Apitherapy Society وغالبا ما يرتبط المصطلح الأكثر شيوعا Apitherapy وهو العلاج بمنتجات النحل ارتباطا وثيقا بسم النحل، وغالبا ما يطلق على العلاج بسم النحل Bee Venom Therapy ، تلك الكلمة التى امتلأت الأبحاث العلمية والتجريبية بها شرقا وغربا ، لفوائده العظيمة في علاج السرطانات وعلاج اختلالات المناعة الذاتية وكمضاد للتجلط وكمضاد للالتهاب وخشونة وأمراض المفاصل وكمضاد لالتهاب الأكياس الزلاليةBursitis وكمضاد للهربس النطاقي Herbs Zoster وكمضاد للالتهاب الوتري والروماتويد المفصلي، وما أجمل أن تشير دراسة ايطالية الى أن سم النحل يمثل حصانة اجتماعية من الميكروبات وخاصة للعمال وذلك لوجود مواد مضادة للميكروبات في سم النحل
تعريف العلاج بسم النحل :
عمليا:ـ تتمثل طريقة العلاج بسم النحل ( Bee Venom Therapy) في لدغ أو لسع أو حقن بعض المواضع في جلد المريض بطرق مختلفة لإحداث تفاعلات بيولوجية تفاعلات جهازية Systemic Reaction تعمل على التأثير في جهاز المناعة واثارة نظام الغدة النخامية الكظرية Stimulate the pituitary-adrenal system أو تفاعلات موضعية Local Reaction تعمل على تنشيط الدورة الدموية في الشعيرات الدموية الدقيقة Blood capillariesبالاضافة الى تأثيرات علاجية للمواد الفعالة المكونة لسم النحل.
وتعتبر السموم المأخوذة من Apis mellifera (نحل العسل) والأنواع ذات الصلة تحتوي على إنزيمات مختلفة various enzymes وسموم عديد الببتيد polypeptide toxins ومواد أخرى .
الفرق بين لدغ النحل ولدغات الحشرات الأخرى
وتختلف لسعات النحل عن لدغات الحشرات، فلسعات النحل حمضية، في حين أن لسعات الدبابير قلوية، لذا فإن رد فعل الجسم تجاه لسعة النحل يكون مختلفًا تمامًا عن رد فعله تجاه لدغة دبور، ويختلف رد فعل الجسم تجاه لسعة النحل بشكل كبير من نوع إلى آخر.
حساسية سم النحل
وعلى الرغم من أن لدغة النحل بالنسبة لمعظم الناس مؤلمة ولكنها غير ضارة نسبيًا، إلا أنها قد تؤدي إلى تفاعل جهازي خطير في بعض الأشخاص Anaphylactic Shock ولذلك فانه يستلزم القيام باختبار قبل بدأ العلاج بسم النحل مع المرضى وكذلك الاجراءات الوقائية بالإضافة إلى ذلك، فإن لسعات نحل العسل تطلق الفيرومونات التي تدفع النحل القريب إلى الهجوم.
كيفية تعاطي العلاج بسم النحل
ويمكن استخدام سم النحل عن طريق اللدغ المباشر من النحل أو عن طريق الحقن المخفف أو الأقراص أو شراب أو كدهان موضعي ، وله تقنيات ملزمة لاستخدامه لتفادي الحساسية كما أشارت بعض الأبحاث الى استخدامه في نقاط معينة تختلف باختلاف المرض ، وشددت الأبحاث على بعض المحاذير التي يرجى أخذها في الاعتبار مثل التليف الكامل للكبد أو فشل القلب والحالات الحادة التى تصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة .
ما معنى العلاج بسم النحل
المعنى اللغوي لسم النحل:
للعلاج بسم النحل أسماء متعددة فقد يسمى العلاج بلدغ النحل أو العلاج بلسع النحل أو العلاج بشوكة أنثى النحل ولسم النحل مسميات عديدة في لغة البحث العلمي المبني على الدليل Apis Venoms, Apitoxin, Bee Venom, Honeybee Venom, Honeybee Venoms ، ونحل العسل (الاسم العلمي: Apis) (بالإنجليزية: Honey bee) هو جنس من النحل، يتم تمييزها أساساً عن طريق إنتاجها وتخزينها للعسل وإنشائها لخلايا النحل المعمرة من الشمع،
أنواع النحل
وهناك العديد من أنواع النحل المنتشر في العالم لكن من المهم معرفة أن النحل المنتج للعسل هو نوع واحد يطلق عليه علميا :
- أولا : الاسم القديم Apis mellifeca ويعني النحل الحامل للعسل،
- ثانيا : الاسم الحديث Apis mellifera ويعني النحل الصانع للعسل.
والفرق قد اختلف كثيراً حيث أصبح الاسم الأخير هو الشائع لأنه وجد أن النحل يضيف للعسل انزيمات ويجفف الرطوبة وبالتالي هو يصنع العسل وليس يحمله فقط جاهزاً إلى خليته، وكذلك هو العلاج Therapy بمعنى: طريقة علاجية للبشر والحيوانات من مختلف أنواع الأمراض، ومن ثم تم أخذ الثلاثة أحرف الأولى من كلمة Apis لتعبر عن النحل في معظم المصطلحات ومن أهمها العلاج بالنحل ومنتجاته Apitherapy العلاج بالنحل ليس فقط طريقة علاجية مبسطة، فهو نوع محايد من علم الطب. يمكننا كذلك أن نسميه “Api-medicine ” لأن العلاج بالنحل هو علم له قاعدة علمية وبحثية قوية من الابحاث و التجارب الاكلينيكية.
لسع النحل (Bee Stings):
يعتبر النحل بلا أدنى شك مدافع شرس عن أعشاشه ومساراته ضد الدخلاء بكل أنواعهم وتختلف شراسة النحل حسب اصنافه لذلك عند تربية النحل يتم اختيار أنواع أكثر تسامحا يسهل التعامل معها لان هنالك أنواع فتاكة من النحلات القاتلة وهو نوع مهجن وهو الأكثر عدوانية عند الاقتراب من أعشاشها و بعض الأنواع أخرى تمتلك ابرة لسع غير متطورة لا تسمح لها باللسع ويدافع النحل عن نفسه بواسطة لسعة لاذعة.
عند تعرض النحل للتهديد فإنه يلجأ إلى استخدام إبرة لاذعة لحقن زعانفها في جسم المعتدي، سواء كانت آفة شرسة كالحشرات أو الحيوانات التي تفترسها أو عسلها أو حتى الإنسان. تظل هذه الإبرة المسننة (الإناث فقط) عالقة في جلد الضحية حتى تتمزق وتنفصل عن بطن النحلة عندما تبتعد. عندما تنفصل الإبرة عن جسم النحلة، فإنها تأخذ معها جزءًا من أعضاء النحلة الداخلية، بما في ذلك كيس الزعانف. يؤدي هذا التمزق دائمًا إلى قتل النحلة اللاذعة. في المتوسط، تحقن النحلة ما بين 50 إلى 75 ميكروجرامًا من اللدغة خلال كل لدغة (مقارنة بـ 10 ميكروجرامات للزنبور، الذي يمتلك لدغة ناعمة تمكنه من اللدغة عدة مرات).
وتعتمد شدة لدغة النحلة على نوع النحلة والوقت الذي يتم فيه فصل الإبرة، لأنها تنفصل عن جسم النحلة، وتحمل الكيس معها. ويستمر عرق النسا في الحقن حتى بعد خروج النحلة، وذلك نتيجة للتقلصات المنعكسة التي تمارس ضغطا على الكيس، مما يتطلب وقتا حتى يفرغ تماما، لذا تجنب الضغط عليه. في الطريق لإزالته.
نبذة تاريخية عن العلاج بسم النحل
منذ قديم الزمان والنحل مصب اهتمام لدى الانسان القديم ، وقد بدأ الانسان في الاعتناء بالنحل من أجل الغذاء أو من اجل العلاج، وقد شهد التاريخ على استخدام سم النحل في العلاج في الحضارات العريقة والقديمة، رغم ما يجده الانسان من الآلام مع لدغات النحل والتي يمكن التحكم فيها وسنوضح ذلك في مقالات قادمة، واستخدم العلاج بسم النحل المصريون القدماء والصينيون والاغريقيون والهنود واليونانيون والبابليون.
يعتقد المؤرخون ان النحل ينحدر في أصوله من عائلة من الدبابير وقد كانت بالأساس عبارة عن حشرات تقتات على صنوف من الحشرات الأخرى، تحولت من التغذية على الحشرات إلى حبوب اللقاح النباتية، وقد اعتقد البعض انها لم تكن تقتات من أكل الحشرات ولكن اقتاتت على حشرات كانت زائرة للزهور مغطاة جزئيا بحبوب اللقاح، وتشير الأدلة المتفرّقة إلى أن ظهور النحل قد تزامن نسبيا مع ظهور النباتات المزهرة في العصر الطباشيري.
أبو الطب أبقراط : سم النحل له خصائص ساحرة غامضة
وفي الكتاب العريق Huandi Neijing أحد كتب الطب الصيني القديمة منذ ( 500 سنة ق م ) قبل الميلاد ، تم ذكر العلاج بسم النحل كأحد الوسائل العلاجية الفعالة وقال أريسطوتلس Aristoteles 300 سنة قبل الميلاد أن لدغات النحل لها مميزات وفوائد طيبة في كتابه العريق Historia animalia و قال أبو الطب العالم اليوناني أبقراط Hippocrates أن سم النحل الذي يخرج من لدغات النحل له خصائص علاجية ساحرة، وهي مواد غامضة ، لا علم لي بحقائقها حتى آنذاك .
العالم مون فات كان يستخدم سم النحل لعلاج مشكلات الجهاز البولي
وفي عام (14 ق م ) وصف العالم Pliny the elder بليني الأكبر استخدام سم النحل طبيا في كتاب جالينيوس التاريخ الطبيعي ( 200 -130 )بعد الميلاد واصفا استخدام سم النحل والعسل في علاج حالات paldness ، ومما هو موثق أن الأطباء قد عالجو شارل مان Charlemagne من مرض النقرس بلدغات النحل ، أما مون فات Monfat (1566-1634) فكان يستخدم سم النحل لعلاج اضطرابات الجهاز البولي ومنع حصوات الكلى .
العالم دافور : يكتشف الغدد القلوية بجهاز اللسع
وفي عام 1906 ميلادية ، وصف جيم باتلر Butler شوكة النحلة وطريقة الوخز في كتابه Feminine Monarchie ، أما في يناير عام 1672 وصفت Swammerdam جهاز الدغ بالنحلة ، وفي عام 1737 وجد العالم صموئيل ديف أن سم النحل علاج جيد لادرار البول واكد عليه في كتاب الفارماكولوجيا Samuel Dave in his Pharmacologia recommended Apis for baldness وفي عام 1834م اكتشف L Dufour وجود غدد قلوية بجهاز اللسع عند النحلة حيث تعمل على تشحيم حركة آلة اللسع فتسهل حركتها ،ولذلك سميت بغدة دوفور Dufour’s gland فيما بعد.
الطبيبان الروسيان لوكومسكي و لوبارسكي : يؤلفان كتاب سم النحل علاج
وفي عام 1858م بدأ الطبيب الفرنسي دي مارتي في استخدام سم النحل للأغراض العلاجية وفي الأمراض المتعددة ، أما في عام 1858م قام الطبيب الألماني الشهير في العلاج المثلي C.W.Wolf بعدة أبحاث عن سم النحل في برلين وقام باعدد كتبه الذي يسمى (سم نحل العسل عامل علاجي ) The Poison Of The honey bee considered as a therapeutic agent أو تحت اسم أبيس ميليفيكا Apis Mellifica ، وفي عام 1868م قام الطبيبان الروسيان لوكومسكي و لوبارسكي Lokumski and Lubarski بكتابة كتاب عن العلاج بسم النحل تحت عنوان ( سم النحل علاج ) Bee venom, a remedy ثم بدأ الاهتمام يتزايد بعد قيام الطبيب النمساوي فيليب تيريك عام 1888 م بنشر نتائج أبحاثه على سم النحل في كتاب “Report about a Peculiar Connection between the Bee Stings and Rheumatism”
صدور أول كتاب للعلاج بسم النحل في الولايات المتحدة الأمريكية
وفي عام 1928 قام بعض العلماء باستخراج سم النحل للأغرض العلاجية وصدر أول عبوات سم نحل تجاريا ، أما في عام 1935 وبعد الحرب العالمية الأولى قام العالم Bodog Beck بتقديم سم النحل كعلاج للأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية وقام بتأليف كتابه العلاج بسم النحل ، وكان يصب غالبا في حالات الروماتويد المفصلي Rheumatoid Arthritis ، كما قام العالم Charles Mraz وهو تلميذ العالم Beck بتأليف كتاب جديد عن سم النحل تحت اسم Bee Venom Therapy بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى سنة 1971 م فإن Munjal & Elliott وجدا على الأقل ثمانية مواد بروتينية فى سم النحل يشكل معظمها ثلاثة مواد أساسية هى الفوسفوليبيز أ والميليتين والأبامين.
ثم توالت أبحاث العلاج بسم النحل العلمية والتجريبية خاصة بالكوريتين الشمالية والجنوبية وألمانيا وفرنسا والتشيك وروسيا والهند والولايات المتحدة الامريكية وايطاليا وغيرهم حتى وقتنا هذا، وفيما يلي ذكر اليسير من هذه التجارب العلاجية.
والنحلة كانت مقدسة في ديانات وأساطير العالم، ففي الأساطير اليونانية كان المدعى زيوس يلقب «بالرجل النحلة» وفي إحدى الأساطير أنجب زیوس ابناً من حورية الماء، فأثار ذلك غضب زوجته المسماة هيرا والتي أخفت الطفل في الغابة، فأرسل له والده الطعام عن طريق بعض النحل.
ومن الشائع أن هذه النحلة كانت مقدمة كذلك في ديانات اليونان في دورها کحورية معربدة، ولقد توحدت مع دیميتر في الأساطير اليونانية، كما توحدت مع سيبيل، في أساطير روما كعلامة على الخصوبة.
العلاج بالنحل في العقائد الدينية
سم النحل أحد منتوجات بطون النحل :
فقد قال تعالى {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} سورة النحل، وفي قوله سبحانه وتعالى اشارة مباشرة الى التداوي بأشربة تخرج من بطون النحل، وهذه الأشربة التي تخرج من بطون النحل متعددة ومتنوعة ولا تقتصر على العسل كما يظن البعض، فالعسل بذاته قد تختلف درجة لزوجته طبقا لطبيعته السكرية، بل أنه اذا تساوت نسبتي السكريات الأحادية مثل الجلوكوز والفركتوز بالعسل فانه يصبح متبلورا يؤكل ولا يشرب الا اذا تم تقليبه جيدا بالماء، ولكن اللفظة بالآية القرآنية الكريمة جاءت نكرة وليست معرفة وذلك لتفيد الشمول والعموم لكل الأشربة التي تخرج من بطون النحل بما في ذلك غذاء ملكات النحل أو سم النحل أو البروبوليس “صمغ النحل” أو شمع النحل فجميعهم يخرج من بطون النحل في صورة سائلة تماما مثل الشراب .
ولهذا فما أصدق أن يوحي الله جل في علاه الى النحل فيتحدث بخطاب التأنيث فيقول الحق تعالى (اتخذي)، (كلي)، (فاسلكي)، (بطونها) وذلك لأن النحل مجتمع أنثوي بدرجة كبيرة فتتكون طائفة النحل من الملكة (أو أم النحل) وهي الأنثى الوحيدة الخصبة في طائفة النحل، والشغالات تعد إناثا عقيمة ضامرة الجهاز التناسلي وهي تقوم بكل الأعمال اللازمة فهي ترعى الملكة وتلعقها وتنظفها وتحميها وتغذيها بالغذاء الملكي من غدد تفرزها من رؤوسها كما تعمل على حراسة الطائفة وقتال أعداء النحل وتعمل على جمع الماء والرحيق وحبوب اللقاح وانتاج الشمع وانتاج غذاء الملكات وانتاج البروبليس بعد جمعه ومعاملته ، وانتاج سم النحل (الدواء الساحر) والذي هو موضوع هذا القسم من الموقع.
ويفرز النحل مواد كيماوية طيارة (الفرمونات) وهي مميزة وتجعل النحل قادر على التعرف على بعضه البعض بصورة جيدة إضافة إلى أنه يعد اشارات تحذيرية.
الفرق بين الذكر والأنثى في النحل
وهنالك فارق كبير بين الذكر والشغالة العقيمة هو أن الذكر ينتج من بيضة غير مخصبة بينما تنتج الشغالات والعذارى من بيض مخصب ، وهذا الذكر لا ينتج عسلا ، ولا أي شيء مما تنتجه الشغالة ، ولا ينتج سم النحل ، فكل تلك المنتجات هي من بطون الشغالات أو اناث النحل ، وما أعجب قول الله سبحانه وتعالى واعجازه اذ يوضح هذا الأمر توضيحا جليا للأبصار فيخاطب النحل خطاب المؤنث فما أحرى أن تؤنث كلمة بطونها في تلك الآية الكريمة.. (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل 69) وكلمة بطن تطلق في العربية البَطْنُ من كل شيءٍ : جَوْفُه و البَطْنُ المَرّة الواحدة من النِّتاج والزَّرْع وما أبدع الكلمات كلمات كتاب ربنا الذي لا ينفد عطاؤه أبدا .
جهود الدكتور أمجد هزاع في مجال العلاج بسم النحل
والان أيها الدارسون ، والمعلمون ، والمتصفحون ، والمطلعون ، بداية أستميحكم عذرا على الإطالة في هذا السفر الموسوم ” بالعلاج بسم النحل ” والذي بذلت فيه جهدا مضنيا ستلمسونه من خلال القراءة في هذا القسم من الموقع ، وأنفقت السنين باحثا عن الحقيقة في العلاج بلدغ النحل لأجمعها من مظانها المختلفة والدقيقة على صعوبة ادراكها ، واختلاف الآراء فيها مستدلا على كل ما ذكرت من قاعدة بالعلم المبني على الدليل Evidence Based Medicine، وقد سطرت في هذا الكتاب نتائج مسيرتي البحثية وكذلك رؤيتي الاكلينيكية ، تلك الرؤية الاكلينكية قد قمت بتسطيرها بين الصفحات بكل اخلاص وأمانة ، ولم أعتمد في رؤيتي الاكلينكية للنتائج او الأعراض المصاحبة للحالات على حالات قليلة بل يأتي الحكم مني كباحث في المجال بعد تحليل وامعان للعديد من الحالات ، ثم قمت بوضع قواعد علمية تطبيقية للعلاج بسم النحل، بعدما قمت بعرض كافة الطرق والقواعد وهذبت ما في هذه القواعد من شوائب يقف الدارس عندها متأرجحا بين الشك واليقين ، ولا يدري بأيها يأخذ ، فقدمت له أفضل الآراء وأيسرها ، والراجحة غير المرجوحة ، والمدعمة بأقوال العلماء والباحثين في المشرق والمغرب على ما بينهما من اختلاف حول بعض المسائل التي تحريت في تناولها الدقة مستندا إلى الدقة المتناهية في الترجمة والنقل والتفسير وجمع الدليل، وقمت بترجمة الأبحاث العلمية المتعددة حتى يتثنى لنا اثبات المادة بالأدلة العلمية فكما نعلم أنها أصبحت لغة العلوم والبحث العلمي وكذلك لغة التداول العلمي في العالم كله ، كذلك ودللت عليها تدليلا، عسى الله أن ينفع بهذا العمل أهل الطب من الأطباء والمتخصصين .
ربما تود أن تقرأ أيضا:
- سم النحل مضاد للالتهاب ومضاد لالتهابات المفاصل Anti-inflammatory and Antiarthritic action
- سم النحل مضاد للسرطان Anti-cancer effects of Bee Venom
- سم النحل منشط للجهاز العصبي المركزي والطرفي Central and Peripheral Nervous System
- سم النحل مضاد حيوي ومضاد للفطريات ومضاد فيروسي Antibiotic fungicide and Antiviral action
- سم النحل ضابط قوي لجهاز المناعة Immunomodulatory Effect of Bee Venom
- سم النحل مضاد للتليف Anti-Fibrosis BV Effect
- سم النحل مضاد للادمان Anti-Addictive
- سم النحل منشط للقلب والأوعية الدموية Heart and blood
- سم النحل في الوقاية من الاشعة السينية الضارة Protection from Radiation
- سم النحل مضاد لحدوث الطفرات الجينية Anti-mutagenicity
- سم النحل مضاد للحمى وارتفاع درجة الحرارة Anti-pyretic
- سم النحل منشط للمرارة والامعاء Gall bladder-intestine system
- سم النحل لوقاية خلايا الكبد Liver Protection
- سم النحل مضاد للسمنة Anti-Obesity Effect
- سم النحل لزيادة التمثيل الغذائــي Metabolic effects of BV
- سم النحل محفز لجهاز الغدد الصماء Endocrinological system BV Effect
- سم النحل مضاد لارتفاع سكر الدم Anti Diabetic Effect of BV
- سم النحل لزيادة الخصوبة Fertility Effect of BV
- سم النحل مضاد للتجلط Anti-thrombotic Effect of BV
- سم النحل كمضاد للتضخم Anti Hyperplasia BV Effect