دكتور أمجد هزاع
تؤثر هرمونات الغدة الدرقية في استقلاب الغذاء والعناصر الغذائية في الجسم، ويعاني العديد من الأشخاص المصابين بأمراض الغدة الدرقية من تأثيرات سلبية على صحتهم. على الرغم من أهمية العلاج الدوائي ، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن التغذية الصحيحة تلعب دور كبير في علاج أمراض الغدة الدرقية والوقاية منها. لذا فإن النظام الغذائي السليم يجب أن يكون جزءًا مكملًا للعلاج الطبي، حيث أن التغذية يمكن أن تدعم تأثير الأدوية وتساعد في تحسين حالة المرضى وفيما يلي نستعرض تغذية مرضى الغدة الدرقية
الغدة الدرقية والتغذية العلاجية
تأثير هرمونات الغدة الدرقية على استقلاب العناصر الغذائية:
- استقلاب السكريات : هرمونات الغدة الدرقية (T3، T4) تنشط عمليات استقلاب السكريات، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك سكر الدم وتحلل الغليكوجين، بالإضافة إلى تحسين امتصاص السكريات من الأمعاء.
- استقلاب الدهون : تحفز هرمونات الغدة الدرقية أكسدة الدهون، مما يؤدي إلى استخدامها كمصدر للطاقة. كما أن نقص إفراز هذه الهرمونات يؤدي إلى زيادة مستويات الكولسترول والدهون في الدم.
- استقلاب البروتينات : تساهم هرمونات الغدة الدرقية في بناء البروتينات في الجسم، حيث تساعد في تكوين الأنسجة والخلايا، بينما تؤدي الجرعات الكبيرة إلى تكسير البروتينات مما يسبب اختلالات في توازن النيتروجين.
- استقلاب الفيتامينات : يؤدي نقص أو زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية إلى تغيرات في مستويات الفيتامينات في الجسم، بما في ذلك الفيتامينات الذائبة في الماء (مثل B12 وC) والدهون (مثل A).
تغذية مرضى الغدة الدرقية
توصيات غذائية لصحة الغدة الدرقية :
- اليود: من العناصر الأساسية التي تحتاجها الغدة الدرقية بشكل معتدل. يتم الحصول عليه بشكل رئيسي من الأطعمة البحرية مثل الأسماك والمحار والأعشاب البحرية.
- السيلينيوم : يعد السيلينيوم ضرورياً لوظيفة الغدة الدرقية ويساعد في تنظيم إنتاج هرمون T3. يتوافر في الأسماك، الجوز البرازيلي، والفطر.
- الزنك، الحديد والنحاس : تلعب هذه المعادن دورًا في تنظيم الغدة الدرقية، حيث يساهم الزنك في تقليل مستويات هرمون TSH ويعتبر الحديد والنحاس ضروريين لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
- أوميغا 3 : تحفز أحماض أوميغا-3 من وظائف الغدة الدرقية، ويمكن الحصول عليها من الأسماك وزيت السمك.
- زيت جوز الهند : يساعد زيت جوز الهند في زيادة الاستقلاب وتحفيز فقدان الوزن، خاصة لدى الأشخاص المصابين بقصور الغدة الدرقية.
المحاذير الغذائية لمرضى الغدة الدرقية:
الأسبرتام: يوجد تخوف من أن المحليات الصناعية مثل الأسبرتام قد تؤدي إلى اضطرابات في الغدة الدرقية مثل مرض غريف (فرط الدرقية).
فول الصويا: قد يتداخل مع وظائف الغدة الدرقية، خصوصًا في الحالات التي تقتصر فيها وظيفة الغدة الدرقية على اليود.
الجلوتين: يجب على المصابين بفرط الدرقية (داء غريف) أو قصور الدرقية (داء هاشيموتو) تجنب الجلوتين.
الخضروات الصليبية: مثل الملفوف، البروكلي، الفجل، والسبانخ، حيث تحتوي على مواد قد تعرقل امتصاص اليود في الجسم إذا تم تناولها بكميات كبيرة وبالخصوص في حال تناولها نيئة.
التغذية وعلاج قصور الغدة الدرقية:
قصور الغدة الدرقية: يتسبب في انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى انخفاض معدل الاستقلاب واكتساب الوزن. يمكن أن يُعزى هذا الاكتساب إلى تراكم الماء والملح في الجسم، وليس فقط إلى الدهون. يسبب هذا المرض أيضًا ارتفاع مستويات الكولسترول ويؤدي إلى تصلب الشرايين.
التوصيات الهامة لحالات الغدة الدرقية
- تناول الأطعمة الغنية باليود مثل الأسماك والأعشاب البحرية.
- الحرص على تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
- تقليل استهلاك الكربوهيدرات البسيطة والمصادر المعالجة للأطعمة.
المحاذير الهامة لمرضى الغدة الدرقية
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على مواد تعرقل امتصاص اليود مثل القرنبيط، الملفوف، السبانخ وفول الصويا.
- تجنب الدهون المشبعة واستبدالها بالدهون الصحية مثل أوميغا 3.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام للحفاظ على الوزن المثالي.
تغذية وعلاج زيادة وفرط نشاط الغدة الدرقية:
فرط الغدة الدرقية: يحدث عندما تفرز الغدة الدرقية هرموناتها بشكل مفرط، مما يؤدي إلى زيادة الاستقلاب وفقدان الوزن. في بعض الحالات، قد تزيد الشهية ولا يحدث فقدان الوزن بل يكتسب المرضى وزناً إذا كانت السعرات الحرارية المدخلة أعلى من المفقودة.
توصيات غذائية لحالات زيادة وفرط نشاط الغدة الدرقية
- تخفيف استهلاك اليود في النظام الغذائي، حيث يساهم في تقليل الإفراز المفرط للهرمونات الدرقية.
- تناول أطعمة غنية بالفيتامينات B، C وE، والحديد.
- تناول اللحوم قليلة الدسم واختيار الأطعمة الصحية المحضرة منزليًا.
محذورات هامة على حالات زيادة وفرط نشاط الغدة الدرقية
- تجنب الكافيين والأطعمة المحفزة مثل الشاي، القهوة، والكاكاو التي قد تحفز زيادة إفراز الهرمونات الدرقية.
- تجنب الأطعمة المعالجة والمعلبة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على هضم الطعام وامتصاصه.
خلاصة هامة
الغدة الدرقية تلعب دورًا محوريًا في تنظيم عمليات الأيض في الجسم، وأي خلل في وظائفها يمكن أن يؤثر على الصحة العامة. التغذية العلاجية تلعب دورًا مهمًا في دعم علاج أمراض الغدة الدرقية، سواء في حالات فرط أو قصور إفراز الهرمونات.
الطب التكاملي في علاج اضطرابات الغدة الدرقية
بالاضافة الى أهمية التغذية العلاجية يستخدم الطب التكاملي العديد من الوسائل والتطبيقات العلاجية الهامة والتي تؤدي الى نسب علاج مرتفعة في هذه الحالات : اضطرابات الغدة الدرقية
ومنها :
- العلاج بسم النحل في حالات اضطرابات الغدة الدرقية
- الحجامة وهاشيموتو ( التهاب الغدة الدرقية) Hashimoto
- العلاج بالحجامة في اضطرابات الغدة الدرقية
- العلاج بالابر الصينية في حالات اضطرابات الغدة الدرقية
ربما تود القراءة عن :
- التغذية العلاجية و الالتهابات البكتيرية
- التغذية المضادة للفيروسات
- تغذية حالات ارتفاع دهون الدم
- الغذاء الصحي لعلاج الاكتئاب
- تغذية مرضى الصدفية المفصلية
المراجع
كتاب التغذية العلاجية للأمراض – دكتور أمجد هزاع