دكتور أمجد هزاع
هل هنالك علاقة بين الحجامة والقمر ، وما صحة أيام الأسبوع المفضلة للحجامة وهل هنالك شهور أفضل من أخرى لعملية الحجامة وماهو الفصل الكوني المفضل لعملية الحجامة؟
ما حقيقة العلاقة بين القمر والحجامة ؟
ذكرت بعض الكتب وخاصة (كتاب الدواء العجيب) أن الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من أرباع الشهر أنفع من أوله وآخره ، وألحقو ذلك بتفسيرات وهمية تقول بأن هذه الفترة تكون جاذبية القمر في أعلى قدرتها مما يجعلها تؤثر على جميع السوائل على سطح الأرض ومنها دم الإنسان، فيكون الدم المحمل بالأخلاط متهيجا وأقرب ما يكون إلى الجلد مما يساعد على إخراجه !!
ويؤكد الاستشاري الدكتور أمجد هزاع أن هنالك أدلة ودلائل تعارض هذا التفسير الوهمي للأسباب التالية:
1- عدم مراعاة الجوانب الفيزيائية للحالة فالدم كثرته وتوافره أو قلته بالجلد يكون لأسباب متعددة منها السمنة أو التقلص العضلي أو ضعف الدورة الدموية الطرفية أو الضعف العصبي أو العضلي الى آخره
2- المد والجزر حالة يومية ، وفي نفس اليوم نجد مدا وجزرا في كافة البحار والمسطحات المائية ، فلو أخذنا على سبيل المثال اليوم التاسع عشر ، فانه من المعلوم أن اعلى مد يكون في الثانية عشرة ظهرا ، وأقل جذر في السادسة مساءا ، هذا بفصل الصيف ولكن العكس تماما يحدث في فصل الشتاء ، ولهذا فقد يرجى المد ويكون شدة الجذر ، اضافة الى أنه لا يوجد دليل علمي واحد على أن ما يحدث في البحار والمحيطات يحدث في داخل جسم الانسان ، فجسم الانسان له طبيعة تختلف كل الاختلاف كما أن درجة حرارته ثابته عند نفس المعدل “37.2 مئوية” ، وهذا لا يتوفر للطبيعة ، والتى فيها الحار الذي يجاوز 60 درجة مئوية وفيها الجليد عند0 درجة مئوية وفيها المعتدل.
ما حقيقة أيام الشهر الفضلى للعلاج بالحجامة؟
الحقيقة أنه يجوز عمل الحجامة في أي يوم كان وفي أي وقت ، ولا يوجد بالشهر أيام مفضلة على غيرها – والشرط الوحيد الثابت هو التقيد بدواعي الحجامة وذلك للأسباب الآتية :
ضرورة الاحتجام عند هيجان الدم أوتبيغه حتى لا يقع الضرر
1- ضرورة الاحتجام عند هيجان الدم أوتبيغه حتى لا يقع الضرر ، فعن أنس رضي الله عنه قال النبي محمد (ﷺ) ” إذا هاج بأحدِكم الدمُ فلْيحتجم، فإنَّ الدمَ إذا تبيَّغَ بصاحبِه يقتلُه – الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 2747 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الطبري في ( مسند ابن عباس ) (779)” ، ولهذا فمن الضروري الاحتجام فورا عند هيجان الدم أو تبيغه ومعناها كما جاء بلسان العرب ( توقد الدم وظهور حمرته بالجلد)، وفي هذا الحديث اشارة اعجاز الى التقنين الشامل لعملية الحجامة أنها للأماكن الهائجة أو المحتقنة والمتبيغة بالدم
2- أن التحري لايوجب الالزام في الحديث الذي يتخذه البعض حجة على التزام بعض الأيام دون غيرها ، ونص الحديث لا يوقف العلاج بالحجامة على ثلاثة أيام دون غيرها ولا يدعوا الى التماسها حين المرض وقاية للمريض من زيادة الأذى ، والحديث – مرفوعا – عن أنس بن مالك أن رسول الله (ﷺ) قال ” مَن أرادَ الحجامةَ ، فليتحَرَّ سبعةَ عشرَ ، أو تسعةَ عشرَ ، أو إحدى وعِشرينَ ، ولا يتبيَّغْ بأحدِكُمُ الدَّمُ فيقتلَهُ – الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم: 2824 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن ماجه (3486)
3- القاعدة الفقهية من حديث النبي محمد (ﷺ): لا ضَررَ ولا ضِرارَ – الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : النووي | المصدر : الأربعون النووية | الصفحة أو الرقم : 32 | أحاديث مشابهة | خلاصة حكم المحدث: حسن، وله طرق يقوي بعضها بعضا ، وكما نعلم أن المرض ضرورة من الضرورات ، والانتظار على المرض قد يسبب مالا تحمد عقباه ، ومن هذا المنطلق يحذرنا فيقول صلى الله عليه وسلم (ولا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله) أي لا يزيد هيجان الدم واحتقانه فيؤذي أحدكم ، والمقصود بالقتل هو السير في عملية الايذاء كدليل العلماء في تحريم التدخين بقولهم ، قال تعالى ( ولا تقتلو أنفسكم ان الله كان بكم رحيما ) الأية (29) سورة النساء ، فما يضر فانه يقتل ، وإذا عدنا إلى لفظ الحديث ، فإننا نجد أنه قد نفى الضرر أولا ، ثم نفى الضرار ثانيا ، وهذا يشعرنا بوجود فرق بين معنى الضرر ومعنى الضرار ، وقد ذكر العلماء كلاما مطولا حول ذلك، وأقرب تصوّر لمعنى الكلمتين : أن نفي الضرر إنما قُصد به عدم وجود الضرر فيما شرعه الله لعباده من الأحكام ، وأما نفي الضرار : فأُريد به النهي عن إحداث الضرر أو فعله ، ومن هنا ، فإن نفي الضرر يؤكد أن الدين الإسلامي يرسّخ معاني الرحمة والتيسير ، وعدم تكليف الإنسان ما لا يطيق ، فلا يمكن أن تجد في أحكامه أمراً بما فيه مضرّة ، أو نهياً عن شيء يحقق المصلحة الراجحة.
ما حقيقة أيام الأسبوع الفضلى لعملية الحجامة ؟
لا يوجد دليل علمي ولا فقهي واحد يفضل يوما على يوم في العلاج أبدا ، وفي هذا نقدا لما في بعض كتب العلاج بالحجامة ، والتى لم تتحرى التقنين في عرضها ، وخاصة في تحريم يوم الأربعاء عن التداوي بالحجامة ، وتعليلهم كان في غير موضعه ، فقالوا أنه هو اليوم الذي أنزل فيه الله تبارك وتعالى الداء ، ولكن لا شك أنه من المقرر علميا أن تبدأ احتيطات أو عملية العلاج من اليوم الذي يصاب الانسان فيه بالداء أو المشكلة المرضية وغالبا ما يكون هو اليوم الأولى والأهم لبدأ العلاج ، والمستفاد من الأمر أن لا يوم على الاطلاق يرجى الالتزام به ، ولكن الصحيح هو ما تقرره الدواعي الطبية.
ما حقيقة الفصول العلاجية وهل هنالك أوقات يومية مفضلة للحجامة ؟
الوقت المخصص لعملية الحجامة هو وقت تحدده الدواعي الطبية ، ولا يرتبط بنهار أو ليل أو صيف أو ربيع ، ولكن اذا ما دعت الحاجة ، وفي أي وقت دعت ، شريطة توفر شروطها التى تظهر على البدن أو من خلال التقييم المرضي ، ولايمكن أن يكون الربيع هو فصل العلاج وحده ، ولا هو شهر الوقاية وحده ، فهو لم يتعاقد مع الأمراض بمفرده ، ولم تنزل رحمة الله في الربيع دون غيره من فصول السنة ، والبيئة الفسيولوجية للجسم تتكيف وطبيعة الجو ، ولكنها في النهاية تقدم نموذجا ثابتا طول العام ، فكانت درجة الحرارة واحدة عند متوسط 37.5 وكان معامل سيولة الدم عند 1-1.2
ربما تود أن تقرأ أيضا عن :
الحجامة في البحث العلمي الحديث
المراجع:
- الطب التكاملي المبني على الدليل – دكتور أمجد هزاع