دكتور أمجد هزاع

صورة رمزية لموقع الدكتور أمجد هزاع

ماهي الحجامة وما ضوابط العلاج بالحجامة ؟

الحجامــــة (Cupping Therapy) هي علم طبي قديم ، وقد تم استعادة العلاج بالحجامة في ثوب طبي حديث لينافس علوم الطب الشرقي والغربي معا ، وقد حققت الحجامة العديد من النتائج الطبية المتميزة مما جعل المرضى والرياضيين في تساؤل مستمر وللاجابة عن سؤال ماهي الحجامة نستعرض المقال التالي:

الحجامة النبوية
الحجامة علم طبي قديم في ثوبه الحديث

تعريف الحجامة : Cupping Therapy

عمليا تتمثل طريقة العلاج بكؤوس الهواء (الحجامة) في وضع كأس على جلد المريض وسحب الهواء منه بطرق مختلفة لإحداث ضغط سلبي passive pressure بداخل الكأس يعمل على ازدياد الضغط الداخلي عن الخارجي فيخرج الدم من الشعيرات الدموية الدقيقة Blood capillaries  محدثا ما يشبه الكدمة  Congestion, وبالتالي تعمل شرطة المحجم على تخفيف أو زوال احتقان المناطق الواقعة تحت موضع الكأس ، اضافة الى احداث ضغط ايجابي Compression Positive Pressure بالأنسجة تحت موضع الكأس يعمل على الزيادة المؤقتة لمعدلات الألم بها مما يعمل على تسكين آلامها طبقا لنظريات الألم Pain Gait Control Theory أو نظرية بوابة الألم [1], [2], [3], [4]

عملية الحجامة Cupping therapy حيث يتم تثبيت عدد من الكئوس في مواضع احتقان الدم بعد عملية الفحص التقييمي الأولى ثم تشريط الجلد تشريطا دقيقا صغيرا للغاية ثم سحب الدم

تعريف الحجامة لغويا :

لغويا هي من الحَجْم : أي المص (Suctioning) وحَجَمَ الشيء أي مَصه والحَاجِم أو الحَجام هو الذي يقوم بعملية مص الدم (Blood Suck) , و أطلق علي عملية مص الدم  (ٍsucking) اسم الحجامة وهي أيضا العلاج بالأكؤس Cupping Therapy

الحجامة والديانات السماوية

لا توجد أحكام دينية خاصة بالحجامة في الديانة المسيحية ولا الديانة اليهودية، ولكن توجد أحكام فقهية تتعلق بالديانة الاسلامية لكثرة ورود ذكر العلاج بالحجامة في أحاديث النبي محمد )ﷺ( ولذلك سيتم تناول العديد من الرؤى حول الحجامة.

وفي الحديث عن النبي محمد (ﷺ) انه قال : “إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم، فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله” حسنه الألباني ( الصحيحة 2747).

” صورة للون الجلد بعد عملية الحجامة على منطقة محتقنة للجلد يظهر طبيعة الدورة الدموية المتبيغة أو المحتقنة “
صورة لطبيعة الجلد في المواضع غير المحتقنة والضعيفة بالدورة الدموية والتي لا تستلزم عملية الحجامة بصورة ضرورية وذلك لعدم وجود احتقانات بالجلد والتي يتم الكشف عنها بالتحجيم الجاف

الحجامة في المعاجم

ولقد شهدت معاجم اللغة العربية على مقصد النبي محمد )ﷺ( ، فذكرت المعاني التالية من معجم تاج العروس ولسان العرب:

تَبَيَّغَ بهِ الدَّمُ : هاجَ بهِ وغَلَبَ وذلك حينَ تَظْهَرُ حُمْرَتُه في البَدَنِ وقالَ بَعْضُ العَرَبِ : تَبَيَّغَ بهِ الدَّمُ أي : تَرَدَّدَ فيه الدَّمُ وقيلَ : هُو تَوَقُّدُ الدَّمِ وقيلَ : هو تَوَقُّدُ الدَّمِ حتى يَظْهَرَ في العُرُوقِ

ومما سبق نجد كلمات النبي محمد (ﷺ) قد حملت كثيرا من المعاني الحقيقية لمواضع الحجامة المحتقنة Congested Spots كما وصفتها المعاجم ووصفتها الأبحاث العلمية مثل :

  •  غلبة وغلظة الدم وتوقده بالمكان
  •  كثرته بالموضع أو بالجسم تظهر في الجلد
  •  بغيه وضرره وإلحاق الأذى
صورة توضيحية لدرجات احتقان الجلد بعد الحجامة الجافة وتستخدم الحجامة مع درجات الاحتقان المتوسطة أو الشديدة كما تستخدم لازالة المواضع عالية التبيغ والاحتقان
دم الحجامة المحتقن أو المتبيغ
” صورة توضيحية لطبيعة المواضع المحتقنة طبيعة الدم بعد خروجه في جلسة الحجامة “

الحجامة و الصيام عن الطعام

عدد الساعات المستحبة لعدم تناول الطعام قبل الحجامة 4-6 ساعات، ولكن من النواحي الطبية : فمن المقرر طبيا أن الحجامة للمريض الضعيف الصائم قد تزيده ضعفا ، وعلى كل حال فالحجامة غير مستحبه من الجانب الطبي على صيام يزيد عن 6  ساعات ، والأولى في هذا الوقت هو الصيام عن الطعام ، أما الشراب فلا ينبغي للمحتجم أن يصوم عنه، والا فقد تؤدي الحجامة الى هبوط وانخفاض في مستوى ضغط الدم Hypotension في بعض الحالات المرضية.

الحجامة لعلاج الرقبة وتحفيز الجسم

حقائق الحجامة والفقه الاسلامي

سيتم تناول العديد من الاستفسارات الخاصة بمواعيد وأقات الحجامة في اليوم والشهر والسنة مع الأدلة العلمية اللازمة لترجيح رأي على آخر

هل تفسد الحجامة الصيام الاسلامي ؟ وهل الصوم مستحب للمحتجم ؟

الحجامة لا تفسد الصوم والدليل على ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : أن النبي إحتجم وهو صائم . رواه البخاري والترمذي ، ولكن الحديث لا يفيد قطعا استحباب الحجامة للصائم ، وانما يدل على جواز الاحتجام أثناء الصيام لمن يقدر على ذلك اذا دعت الضرورات وأن الحجامة لا تتسبب في افساد الصوم

ما حكم الوضوء والطهارة بعد عملية الحجامة ؟

قد لخص أبو بكر بن المنذر أحكام هذا الباب تلخيصاً وافياً ، فقال فى (الأوسـط)(1/178) : (( ذكر ما يجب على المحتجم من الطهارة . قال أبو بكر : حكم الحجامة كحكم الرعاف والدم الخارج من مواضع الحدث ، وقد أوجب فيه الوضوء مالك وأهل المديـنة ، وعنـد الشافعي وأصحابه ، وأبي ثور وغيره : لا ينقض ذلك عندهم طهارة ولا يوجب وضوءاً ، بل يكفى المحتجم بأن يغسل أثر محاجمه ثم يصلي . وقد روي عن ابن عمر : أنه كان إذا احتجم غسل أثر محاجمه . وروي ذلك عن ابن عباس ، وبه قال الحسن البصري ، وإبراهيم النخعي ، وهو قول ربيعة ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ومالك والشافعي ، وأبي ثور (( اهـ.

وممن روى عنه الغسل من الحجامة : على بن أبى طالب ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عباس ، وابن سيرين ، ومجاهد، وخـرَّج عبد الرزاق أكثر هذه الآثار ، فيمن يغتسل من الحجامة ، فى (المصنف)(1/180)

ربما تود أن تقرأ أيضا عن :
الحجامة في البحث العلمي الحديث
المراجع :

[1]         A. M. N. Al-Bedah et al., “The medical perspective of cupping therapy: Effects and mechanisms of action,” vol. 9, no. 2, pp. 90–97, Apr. , doi: 10.1016/J.JTCME.2018.03.003.

[2]         كتاب العلاج بالحجامة المبني على الدليل – دكتور أمجد هزاع

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من دكتور أمجد هزاع

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

تواصل معنا
Scan the code
مرحبا بك
كيف يمكننا مساعدتك ؟